al prince nofl المدير العام
عدد الرسائل : 150 العمر : 30 مكان الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : تصميم واستضافة المواقع المزاج : خلصت امتحانااااااااااااااااات (^_*) sms :
الاوسمة : تاريخ التسجيل : 28/02/2008
بطاقة الشخصية test: ttttttttest
| موضوع: محاضرة - حال السلف مع القرآن الكريم السبت أبريل 26, 2008 9:31 am | |
| لفضيلة الشيخ خالد بن عبدالله المصلح الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ..
فإن نعم الله جل وعلا على هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم نعماً عظيمة متنوعة متعددة لا حصر لها ولا يمكن لإنسان أن يحيط بها في مجلس أو مجالس إلا أن أعظم ما أنعم الله به جل وعلا على هذه الأمة وعلى الناس عامة إنزال الكتاب الحكيم إنزال هذا القرآن العظيم الذي امتن الله جل وعلا بإنزاله على الناس أجمعين فإن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب خاتمة للكتب وجعله حجة على الخلق فهو أعظم آيات الأنبياء أعظم ما جاءت به الأنبياء هو هذا الكتاب العظيم لأنه المعجزة الآية العظيمة الباقية التي لا يحد أثرها زمان ولا مكان بل هي آية ما تعاقب الليل والنهار حتى إذا حيل بين الناس وبين القبول وصرفت قلوبهم عن الإقبال على الكتاب وتعطل الانتفاع به يرفعه الله جل وعلا في آخر الزمان عندما لا ينتفع الناس به فإن من تعظيم الله لكتابه أن يرفعه من المصاحف والصدور
. أيها الإخوة الكرام. . بشر الله جل وعلا بإنزال هذا الكتاب الحكيم بشر الله سبحانه وتعالى الناس عامة بإنزال هذا الكتاب فقد قال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾([1]) ثم قال سبحانه وتعالى بعد هذه البشارة والبيان لما جاء به النبي e قال الله جل وعلا: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾([2]) هذه البشارة أيها المؤمنون أيها الإخوة الكرام تلقاها رسول الله e تلقاها بالفرح فكان فرحاً بكتاب الله جل وعلا فرحاً بنعمه سبحانه وتعالى وما خصه الله به من هذا الفضل العظيم فرحت به الأمة من صحابة رسول الله e فكان هذا الكتاب من أعظم النعم عليهم وكان انقطاع الوحي بموت النبي e من أعظم ما أصيبوا به لما في ذلك من انقطاع المدد من السماء وانقطاع هذا الخير هذا الكتاب فرح به التابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لما تمتع به من الأوصاف العظيمة التي تكفل للناس سعادة الدارين سعادة الدنيا وفوز الآخرة فإن هذا الكتاب لا يقتصر نفعه على دار القرار على الدار الآخرة بل يجد المؤمن ثماره في الدنيا قبل الآخرة فهو الكتاب الذي تصلح به أمور الناس تستقيم به أحوالهم في الدنيا وفي الآخرة ولذلك بشر الله به الناس عامة فهو رحمة وهدى وشفاء قال الله جل وعلا: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾([3]) وإنما خص المؤمنين بهذا لكونهم المنتفعين من هذا القرآن وإلا فإن القرآن رحمة لكل أحد ففيه الهدى والنور فيه ترتيب شؤون حياة الناس وإقامة معادهم وإصلاح دنياهم وآخرتهم ولذلك هذا الكتاب بهر عقول كثير من الناس حتى من لم يؤمنوا به فإن ما فيه من البيان وما فيه من الإعجاز وما فيه من الأسرار التي لا يحيط بها عقل ولا يدركها بيان ولا يحيط بوصفها لسان أمر يفوق الوصف أمر يتجاوز التصور وذلك لأنه كلام رب العالمين والله جل وعلا قد قال في محكم التنزيل: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾([4]) فليس كمثل ربنا شيء لا في صفاته ولا في ذاته ولا في أفعاله ولا فيما يجب له سبحانه وتعالى ومن جملة ما وصف الله به نفسه الكلام، فكلام ربنا جل وعلا ليس كمثله شيء كما أن صفاته سبحانه وتعالى ليس كمثلها شيء كما أن سائر ما يتعلق به جل وعلا ليس له نظير. أيها الإخوة الكرام هذا الكتاب كما ذكرت لكم فرح به السلف فرحاً عظيماً أقبل عليه لم يشبع من تلاوته ولا من قراءته ففي أحوالهم وأمورهم وما نقل عنهم وما نقلته كتب السير من أعمالهم ما يتبين به عظيم فرحهم بهذا الكتاب وعظيم إقبالهم عليه وعظيم ما كانوا عليه من تعظيم لهذا الكتاب العظيم إن السلف الصالح أيها الإخوة هم الصحابة بالدرجة الأولى هم الذين شهدوا التنزيل وأخذوا عن النبي e بلا واسطة هم الذين اصطفاهم الله جل وعلا وخصهم بأن جعلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم، هؤلاء هم السلف بالدرجة الأولى ويلحقهم في الفضل من أثبت لهم الفضل رسزول الله e حيث قال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ([5]) فالتابعون وتابعوهم ممن يندرج في مسمى السلف لأنهم ممن أثبت لهم النبي e الخيرية على سائر قرون الأمة والخيرية في هذه الأمة لا يحصرها مكان ولا زمان بل هي باقية فالله جل وعلا قد أثبت الخيرية لمن اتبع المهاجرين والأنصار بإحسان فقال جل وعلا: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾([6]) فاتباع سلف الأمة بإحسان ينظمك في سلكهم ويضمك إلى حزبهم ولو لم تكن معهم في زمانهم ولو افترقت عنهم في مكانهم بل تشاركهم في الفضائل إذا شاركتهم في الأعمال أيها الإخوة الكرام إن هذا القرآن بين الله جل وعلا شأنه في كتابه الحكيم وكفى ببيان الله بياناً وكفى بوصفه وصفاً فهو جل وعلا الحكيم الخبير العليم الذي لا تخفى عليه خافية ولا يبلغ الخلق مهما أوتوا ومهما اجتمعوا من وصف الكتاب كما وصف الله جل وعلا كتابه قال الله جل وعلا في وصف كتابه: ﴿ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾([7]) فوصفه الله سبحانه وتعالى بالمجد والمجد في لغة العرب أيها الإخوة السعة في أوصاف الكمال فكل ما اتسع في أوصاف الكمال أثبت له هذا الوصف وأطلق عليه هذا اللفظ فالمجيد أي الذي كمل في صفاته واتسع في صفات الكمال والشرف حتى بلغ منتهاها وبلغ غايتها كيف لا وهو الروح كيف لا وهو النور كيف لا وهو الهدى كيف لا وهو شفاء لما في الصدور كما قال الله جل وعلا: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾([8]) وقوله سبحانه وتعالى: ﴿مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ من هنا ليست للتبعيض بل هي لبيان الجنس أي إن كل القرآن شفاء لما في الصدور وهو يشفي من الأمراض الحسية ويشفي في الأصل وفي الأساس وبالدرجة الأولى من أمراض القلوب من أمراض الشبهات من أمراض الشهوات. أيها الإخوة. . إن سلف الأمة أقبلوا على هذا القرآن وإن وقفةً مع بعض أحوالهم يتبين بها ما كانوا عليه رحمهم الله من حسن التعامل مع هذا القرآن وليس عجباً فإن السلف الذين نتندر بما كانوا عليه من الفضائل ونتعجب مما كانوا عليه من السبق كانوا رضي الله عنهم على هذه المنزلة وبلغوا هذه المرتبة بما ارتسموه من قول الله جل وعلا وتوجيه رسوله e فهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس إنما خرجت من بين دفتي المصحف الكريم من بين هذا القرآن الحكيم خرجت على ضوء توجيهات هذه الآيات المبينات وهذا القرآن العظيم، قال الله جل وعلا في وصف هذه الأمة وأول من يدخل فيها الصحابة رضي الله عنهم: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾([9]) هذه الأمة إنما خرجت من ذلك أي خرجت على هذه الصفة وعلى هذا النحو من هذا القرآن الكريم ولا عجب بعد هذا أن تنقل السير والسنن والكتب والدواوين عن أصحاب رسول الله e ومن تلقوا عنهم من التابعين وتابعيهم أن تنقل العجائب في التعامل مع القرآن الحكيم. .
يتبع | |
|